Tuesday, November 17, 2009

نشوة القلب



1
عندما يبلل شفاهنا الحزن، نعجز عن التقبيل والإبتسام أيضا.
مساء جميل، كمساءات تعالت فيها هبات النسيم، وشق فيها الهلال الوليد جرح جديد فوق سطح العالم الأملس.
بين تموجات البخور المتعالية في أنحاء الحجرة، تتمايل تقاسيم العود في طريقها نحوي، أبتلعها، تبتلعني، كعادتها منذ أن فارقتني طفولة قديمة .. قديمة قدم العود وتقاسيمه.
2
بين جدران الذاكرة، أتقابل مع أنفاس كانت روحا مني يوما ما، كانت بعض من صدر ثائر، وطن للعابرين، قطرات من النور تضيء عيني في ظلمات ليل توجه الشوق.
كل عام وانت منتش يا قلبي، ستظل تنبض بالحياة، تضخ سنوات العمر وتخفيها بين ثنايا شالي الأحمر، ستظل ترتعد في ليالي الشتاء، وتنتحر بين يدي الشمس كل صباح.
3
الان- وبمنتهي الحب- أفرش راحتي ليرقد فوقها أصحاب الحقوق، أتمتم في اذانهم تعويذه تشربت بها روحي في ليل عاشرت فيه أشجار حدائق نوردج العالية والمبتسمة دائما.
أما أنا فسأظل أذكر نشوتي، مهما خانتني الذاكرة..
وكعادتي سأركن إلي زاويتي بالمنزل، أضيئها بشمعة حمراء، أخط أسراري وأنام بجوارها، بعد أن أحيي الليل برقصة جديدة.. تشبهني.

Thursday, February 26, 2009

بشاير "مدام روج

1
ارتشفت الحياه من بين أصابعه، تحاكينا عن الأزمان القديمة، كنت معه أنا، وكان معي هو، لذا لم أزهده ولم أمل.
لازلت أرانا ونحن نخترق الحوانيت المزينة بالقماش، المنسوجات، الزجاج، والنحاس، كنت أري بأركانها رجال نحت الزمان بقدسية علي وجوههم خطوط الجاه والأحلام، بسماتهم عبق، وعرقهم يضيء سمرتهم في شموخ.
بين جوانب الحياة لازلت أراه يحول رأسه ويميل بها نحوي، يحادثني لأني كنت هنا، وأحادثه لأنه كان الأول الذي لم أصنعه، بكل ما كان .. كنت أحبه هكذا، ابتعادي كان حتمي، فأنا هكذا سليلة الأشراف، رضيعة الزمان الأخرس، ربيبة الحمقي وسيدة المساطيل.

2

"شوفته امبارح ف الحلم، وكأن كل حاجة كانت نايمة جوايا وصحيت!"
لا رفقة للحكايات، ولا حكايات، فقط نوستالجيا تجتاح عوالمي في صمت .. شموع في أبعاد المشهد .. ليل .. داخلي .. خارجي، صمت .. نوستالجيا!

3
سحرالأيام أنها تتقلب بنا جميعا وتحيلنا تارة من أحياء الي أشياء، وتارة أخري من أشياء إلي أحياء، اليوم ، وأنا أستشعر "مدام روچ" تثور وتتحضر لموعدها بالقرب من نهاية الشهر، كأنني أدمن النظر الي انعكاس هيئتي في المراه، أعشق تموجات جسدي، امتلائه .. وقصة شعري الجديدة، بها أشعر أني غجرية راقصت كل الرجال ثم رحلت خلال تطوحاتهم في صمت. اليوم- مع كل طلة بالمراه- أراه وهو يقبض علي المقص الستانليس بنعومة ويقص لي شعري بعشق تام ولمدة أربعين دقيقة دون توقف، لم يكن يحمل الخمس وستون عاما الذي يعرفونه وأعرفه بهم فوق ظهره، بل كان طائر أسود بجناحين، يطير منفردا بين الخصلات!



4
رأيتها في المنام ليلة أمس، وكان في مواجهتي رجل- لا أعرفه، كان يراودني بنظراته وكأنه يداعب الأنثي النائمة تحت مراة عيني، أقبلت عليه من وراء المراة، فمد جسده نحوي، ومن خلال جثته المقتربة رأيتها في حجرة مقابلة تفترش السرير ذو العمدان النحاس والناموسية التل، هذا السريرالملوكي الذي كنت أعشق تسلقه ليلا حتي أنام فوقه بجوارها في سكينة، نعم .. كنا نغني لمحمد فوزي كل ليلة..
أدي القرنفل دي ريحته تشغل قادر وي ..
أذكر جيدا رنة صوتها القوية، وإحساسها الهائم في الغناء وامتلاء أركان بيتها الخاوي به، وكأن كل شيء يحدث الان، تذكرت أنها رحلت عذراء، حولت وجهي عن الرجل الذي لا أعرفه، وأجبرت رأسي علي الإستيقاظ ..
تفلت ثلاثا فوق كتفي الأيسر
..
"هو أنا هموت لوحدي أنا كمان واللا إيه؟!”

Monday, December 22, 2008

كورونا بطعم الزبدة! 1


كنت صغيرة، في الصف الخامس الابتدائي، كانت أختي الصغري رضيعة، كانت أمي كبيرة، لها أوجاعها التي كنت أراها فوق وجهها وهي تعنفني دون أن أفهم السبب، كانت تدرس الدكتوراه، تطعمني، وتشتري لي الملابس التي لم أكن أحبها ولكنها كانت تحرص أن أرتدي دائما الجديد.

أذكر أنني عندما كنت أنتهي من عمل الواجب كنت أسمعها تتخبط في أواني المطبخ، وأنا أشاهد العالم في مراتها الفيميه بغرفة النوم الملصوق فوق حوافها صوري وأنا رضيعة، كانت تعكسني فوق سطحها وكأنني تمر حنة، فأرقص أمام المراه الطولية مرتدية اللانجيري الذي كان دائما ما تفوح منه رائحة النافتلين، كنت أنقب عنه في كم الكراكيب المهمل بضرفة الدولاب الكبير.

أكنت علي وعي بأنوثتي منذ حينها؟ أحقا تولد البنت انثي- تمر حنة-، ويولد الولد طفلا قد يحالف الحظ من حوله فيكبر ويكون رجلا- حسن- في يوم ما؟!

*******


فيللا بميدان ابن الحكم، العالم الذي فتح لي بوابة الأساطير، جدتي إنصاف، بيضاء كالحليب، عيناها مكحلة، ممتلأة بخير زمان، ورائحتها تذكرني بال البيت والسيدة، سليلة قبائل بن علي، كتب لها أن تعرف أكثر من رجل، أولهم جدي، وثانيهم نبيل الوقاد، وثالثهم المطيف .. عبد اللطيف، أول ما سمعت اسمه كان في قصيدة حداد"صلينا الفجر فين .. صلينا ف الحسين" ..

ثلاثتهم رجال، كانوا يقدسونها، ويحتمون في ذراعيها من قسوة الأحجار، هل حقا كانت تختارهم، ام كان وليها يختار؟! كيف كانت بهذا الوعي والقوة فتتزوج ثانية بعد رحيل زوجها الأول بل وتتحدي جميع من يأمرونها بحداد أبدي بعد استشهاد الوقاد وتتزوج من عبد اللطيف؟!

لم أري منهم سواه، كان يشبهها، وكان الأب الروحي لوالدي .. علمت أنهم كانوا يحفظون معه مفتاح المقام، كان وحده يدخل مقصورة الحسين، ويلمس الشعرات الثلاث، يشم العبائة، وينم في جواره.

كانت إنصاف تحبني وكنت أعلم أنني أحبها أيضا، لم أفوت يوم جمعة دون أن أذهب إليها في صحبة والدي في فستان جديد، كانت تطعمني الأرز بالملوخية واللحم، كنت أجلس بجوارها علي السرير – بخلاف أبناء وبنات أعمامي حيث كانوا يلعبون معظم الوقت، فهم كانوا مقيمين معها كما كان يبدو لي – أما أنا فكنت أجلس في ريحها، أتعطر بقبلاتها، أردد أنفاسها، وأنام في راحة يديها، ودائما قبل أن أرحل تمد يدها تحت وسادتها، وتعطيني كيس ممتليء بالنقود الفضية، فأعود وأشتري به صباح السبت وأنا في طريقي للمدرسة شوكولاته كورونا سادة بطعم الزبدة التي أفتقدها الان كثيرا .. تماما مثلما أفتقد جدتي إنصاف!


*******

عندما رحلت إنصاف، لم يمت البيت، بل كان الحضن لأبناءه، تظلل عليهم شجرة النبق العجوز والطيبة، تشهدني وأنا أركض من حجرتنا إلي أبناء عمي لأعلن منتصف الليل، نسهر ونلعب ونشرب الشاي باللبن، ونستمع لفارس وهو يعزف الناي .. ويغني

"تملي ف قلبي يا حبيبي"

حتي نفيق علي اذان الفجر، فنصلي وننام نحتضن قلوبنا.

كنت أنام في غرفة شاهقة .. أرضيتها من الخشب، وسقفها بعيد، تطل علي بانوراما الميدان، ومن أمامي شجرة النبق، كنت أكنس الشرفة كل صباح من الأوراق، وأشهد السيارات وهي تتراقص مرورا بالميدان في المساء جالسة وحدي علي كرس حديدي، وكانت أمي تقرأ بالحجرة فوق السرير ..وتستمع الي هذا الراديو الصغير المعلق في مسمار فوق الحائط"

"غواص ف بحر النغم" كان دائما يصاحب لياليها، أذكر ليلة أجلستني بجوارها، وأغلقنا الشرفة حتي نحتجز ضجيج الترام بالخارج، واستمعنا سويا لعمار .. كانت حلقة خاصة عن عبد المطلب، كانت تردد الأغاني وأرددها معها، كان صوتها عذب .. لازلت أسمعها تدندن مع طلب في عشق أنثي لم ترتدي اللانجيري أو تضع المساحيق ..

"صورتنا واحنا سوا .. تشهد يا نور العين .. علي جمال الهوا والود بين قلبين .. صورتنا واحنا .. واحنا سوا".

Saturday, October 25, 2008

بودلير العزيز


كعادتي في مطلع كل شتاء، أتجول عبر الليالي الزرقاء بين صفحات سأم باريس، هذا العالم الذي شكل
أحجيتي منذ زمان ليس ببعيد.

وحدي كالكرام - أرتع في دولة العقد الثالث- مرورا علي: الغريب، العجوز، والكلب أيضا، هذا الجميل الطيب الذي لا تستهويه رائحة العطر بالمرة!

**

عفوا سيدي .. ولكن هكذا أراهم الليلة، أرامل .. لم يترملن بعد، فقط لم تكتب لهم أية ذاكرة للفقد، كتلك التي ينعم بها المسنات.. يملأها دائما رجل حقيقي، يقفذ من بين أهدابهن الفضية، ليرسم فوق ملامحهن خطوط دقيقة -حفرتها الأعوام - تحمل ابتسامة موحية ببعض الأمل، ربما في لقاء قريب.

***

في قلب موج متحرك، أشاهد المهرج العجوز، استمع لأحاديث رددتها علي لسانه حول التعاسة المطلقة .. التعاسة المستترة .. بنظرته العميقة التي لا تنسي، وشقائه المنفر!
- ما العمل؟
تسائلت أنا الأخري، وخلاف لأعوام سابقة، أعتذر لك، فقط لم تشفني الإجابات!

****

كم هو ممتع للغاية، أن يمرغ الرجل وجهه في شعر امرأة مموج هائج، وبينما يمتليء بعطرها لا يدري حقيقة أنها وحدها تلتهمه، ليس هو!
*****

الوحدة ..
يبدو عنوان مغري للكتابة، للقراءة أيضا، لكنه لم يجذبني هذا المساء!
******

يحيا الخمر، والنبيذ المعتق .. جل السكر وفق نداؤك سيدي الممسوس .. "اسكروا!"

أنسحب أنا في هدوء واع، أعلن التوبة الان .. فمنذ الليلة لن أحتسي أي مسكرات تذهبني، وسأكتفي بحفظ وترتيل تلك السطور بلغتك الأصلية- الفرنسية، بالطبع سأبحث في القاموس عن بعض الكلمات الغريبة، كي أجد لها معني أردده بين هؤلاء، أو ربما أحرفه وحدي في ستر ليلة أخري!!

Monday, September 29, 2008

روب كستور

*
تعجبت كيف بين يوم وليلة نسيت كل شيء كان يربطني بهذا الهمام، يبدو أنني أدمنت الحواديت، وقدر علي في متتالية زمنية أن أكون إلهة لبضع روايات عبثية تنتهي كما لا يهوي أبطالها غير الرائعون بالمرة.

صباح يشبه صباحات ولدت ومضت، يحمل خلال ضوئه ظلال أمل في غد متمرد وضاحك بعض الشيء، غاضب كثيرا، وممتليء حقا بالدراما غير التقليدية والمنفردة دائما، دراما من نوع دوق شكسبير الغبي، ممزوجة بأغاريد هذا الماركيز الذي كنت يوما معشوقته حتي قتلني عنوة بين سطور إحدي رواياته السوداء، ولفحات جبران العابد، شيئا من هذا وذاك تفتح اليوم بداخلي لأبدأ به يوما منحرف جدا ممتليء بالألوان.

**
خلعت كل ملابسي في خفة راقصة منسوبة للغجر، تجولت داخل الشقة مستترة بروبي الكستور الذي انتقل إلي مما تبقي من تركة جدتي التي لم أعرفها، لازال هذا النسيج السحري للكستور يشعرني بدفء غير اعتيادي، وما أن يعانق جسدي، حتي تغمرني موجات حنين وسكرات
عشق لم أذقه بعد.

أحب شعري عندما يتموج هكذا، يشبه روحي، تلك التي خلقت لتثور، تتمايل حرة في تموجات من صنعها، تعلو في أوقات وتهدأ في أخري، إلا أنها لا تتوقف عن دورات المد والجذر في ليل أو نهار، هكذا أنا، ملكة البحر وسيدة ملحه الطاهر، أحتضن حياة وخلود في ان، وأخبيء لاليء تخصني وحدي، لا أمنحها إلا لمن عشق البحر ولم يخشاه.

أرتدي الروب الكستور، ذو التطريز الأحمر عند الصدر، أشد رباطه فوق أصغر منطقة لمحيط خصري، بداخله .. أشعر دائما أنني فاتن حمامة في "سيدة القصر"- قبل نزوحها للقصر بالطبع- أجلس فوق طاولة من الخشب الزان العتيق، أخيط شالا بنفسجيا أعده خصيصا لرفيقة الحكايات، سأهديه لها فور انتهائي من حياكته، تلك الرائعة، أتجنب ارتداء البنفسجي لشعوري الدائم أنه لونها وحدها دون غيرها من المليكات!
***
اتوجه نحو الباب، أفتح لجارتنا الصغيرة ذات الجسد الممتليء والروح الوردية ..
- صباحك حليب يا بنت!
- طب ممكن بقي عودين بخور؟

هكذا عادتنا صباح كل جمعة، أمنحها حفنة من البخور الهندي، أقبل جبينها الممتليء بشعر حاجبيها، ثم أعود لموطني، أنتهي من حياكة الشال البنفسجي، أصنع كوبا من الشاي الأخضر برائحة الياسمين، أفتح كل الستائر، أخلع الروب الكستور، أبارك به مقبض الشرفة البحرية، أستعد للخروج، بالطبع لا أنسي أن أتسلح أولا، ثم أجول العالم ومعي ذئبي الأبيض، أخايل عيون المارة، أشباه الأمراء، وجواري المستعمرة المترجلون، أبحث في أرجاء البلدة عن فارس الأندلس صاحب العينان المضيئتان، أذكر جيدا حين قابلته في أمسية للرومي، وكنت أنهم معه
الشعر في نشوة تلاقي روحانا.

كنت فرحة كالطفلة في ليلة عيد، تبشر بالهدايا والحلوي والألوان. وما أن توسط البدر ليلتنا حتي ابتلعه الزحام، ولم يعد ثانية.
أترك الذئب يرتع في وديانه السحرية، وأخوض وحدي سهلا جديدا، أتكهن وجود حياه من بين خضرته الممتدة أمامي، أدخل علي استحياء لا يشبهني، أتجول حتي ينتهي، فيأتي الذئب يصاحبني لموطننا في الجانب الاخر من الجبل.

****
يبدو أن سخمت تريد أن تعكر علي صفو الأيام المباركة وأن تملأ المعبد بصرخاتها الطويلة، كعادتي أشفق عليها، ولكن ضاق حضني عن احتوائها هذا المساء، سأنتظر حتي تنطفيء نيرانها وتنزاح عني بزعابيبها، أمتنع عن "حاضر" فقط لأنها لم تعد شافية في صد موجات عنفها وجموحها.

أستسلم لموسيقي ناعمة تدغدغ مشاعر رحلتي المنتصرة احتفائا ب" تمت" بالخط المائل، ورواية تشبه أخواتها ممن سبقوها من بين أصابعي، أحتمي بروبي الأبيض الكستور، وأغفو بين الموجات، لأهدأ بضعة ساعات قليلة، أستيقظ بعدها فوق تصدير أحمق، يخبيء من ورائه ثورة صباحية جديدة!

Wednesday, July 30, 2008

سحر البدايات 2

1

"علي فكرة عمرك ما هتلاقي راجل يسيبك تعملي اللي انتي عايزاه"

كانت كلماته تلك كافية جدا لأن تبدأ رحله الإستقلال، تنزع من روحها أول قطرة، ويبقي لها المحيط الهاديء، يزيدها غضبا، فتبكي لأنها لأول مرة تكتشف أنها ساذجة للغاية. . تحزن لأنها دون أن تدري اختارت رجل لم يكن هو.

تغادر المكان وموجات الغضب تملأها.
تفرك جسدها بصنفرة الأرز، تمشط شعرها بمشط قاسي، تجرجر أطرافها بغربة تائه في مركز لإعادة التأهيل، تسحب أنفاسها بصعوبة أكثر، تطوي السرير، تنام علي بطنها، وتختبيء داخلها.

*******
2

"تعرفي إني ساعات بحلم أعيش قصة حب!"
تنصت بانتباه شديد،
"هية فاكراني هحسدها دي كمان!!"

بجد أنا برغم كل اللحظات الحلوة اللي بعيشها ف بيتي، وبرغم إبني اللي عندي بالدنيا، إلا إني فعلا بحلم إني بعيش قصة حب مع واحد بحس معاه كل اللي أنا مش عارفة أحسه مع نادي!

تفهم أن ابنة خالتها لا تحاول إدعاء غير الحقيقة، عينيها المبللة كانت تخبر بصدقها غير المعهود.
ترحل بعد أن تحاول التخفيف عنها وإعادة توجيه مسار الحديث.

ما قلتلكيش صحيح، مش فيسيز عامل ديسكاوند!

*******

3

لازال المحيط يستقر في عروق روحها الطفلة، كلما حاولت أن تبكيه لاخر قطرة، يأتي المد ويجرفها للأعماق من جديد، تبحث بكل ما تملك من أوراد عن تعويذه تطفو بها إلي السطح، تنام الليل منزوية تردد "ك ه ي ع ص"، لم تشكك لحظة في صوفيتها..
لم تتردد لحظه في عشقه

تسحبه من دمها، تشرب الكثير من الماء، تغسل عروقها تماما، تتألم ..

"ااااه، أنا بموت يا رهف"

تنام علي صدرها وتبكي، يتأوه قلبها بعد محاولاتها الفاشلة لخرس ذاكرتها..

"الموت ولادة يا حبيبتي، والولادة مخاض .. ألم مخبي روح .. وحياه بتتولد!"

Wednesday, June 25, 2008

سحر البدايات

1

قاومت كثيرا!
رفضت أن تشيع روحها
فوق أكتاف العامة،

وعندما شعرت
بخصوصية حضوره
زاد عشقها للضوء،
تفتحت أوراقها،

واستيقظت حواسها
تشعل القمر،
وتزفر بخورا
تتشرب به السحب

فتمطر تعويذه
تملأه
فيهدأ وينم ..

***
2

يشرق بدرا جديدا
شاهدا
علي بكارة قلبها:

يضيء أركان أحلامها
البعيدة،
فيثير بعض الشغب،

ويكتب فوق عينيها
سحر البدايات،

بعد أن يرقيها
من أشباح الفقد!

***
3

خبأته بداخلها،
إرتشفت معه خمر
أبيض معتق
لا يتجرعه سواهما.

أشرقت عيناه
ببضع دمعات
لا يحررهما!

مررت أناملها
فوق أوجاعه
لتسكن،

تحتوي رأسه
في صدرها ..

وبينما هو يغفو،
تقبض علي يديه،
وتهمس بحنو:
"!إوعي تخاف"